تستمر الجزائر في سياساتها الداعمة إقتصادياً اتجاه جارتها الشرقية ، تونس ، أين دشنت مطلع سنة 2025 تدخلاً إقتصادي جديد، لحل أزمة الغاز المنزلي التي عانت منها تونس، وسط ارتفاع الطلب المحلي بسبب تدني درجات الحرارة في البلاد.
وخلال مراسيم تكريم الرئيس عبد المجيد تبون، بالقلادة الكبرى لوسام الوطني للاستحقاق ، قال الرئيس التونسي قيس سعيد في هذا الصدد :” لن أنسى أبدا الموقف الجزائري في ظل جائحة كورونا وكيف تقاسمت معنا الاكسجين”.
كما أكد الرئيس التونسي في ذات السياق أن العلاقات بين الجزائر وبلاده “متميزة” وستكون “أكثر تميزا” في المستقبل. حيث قال : “العلاقات بيننا متميزة عبر التاريخ و ستكون متميزة في المستقبل”.
وتعيش تونس خلال السنوات القليلة الماضية، تقلبات إقتصادية وإجتماعية، وسط أزمة سياسية تتعلق بخنق المعارضة وتقليص هامش الحريات التي عرفت به تونس في السابق، تزامناً مع ارتفاع حدة التحديات المالية والاقتصادية .
و أعلنت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية، بداية شهر جانفي الجاري، حصولها على أكثر من 22 ألف طن من الغاز المنزلي من الجزائر، لمواجهة زيادة الطلب المحلي بسبب موجة البرد التي تعيشها البلاد خلال فصل الشتاء.
وفي سنة 2020، أودعت الجزائر مبلغ 150 مليون دولار لدى تونس، أتبعته بقرض بقيمة 30 مليون دولار في ديسمبر 2021 وقرض آخر بقيمة 200 مليون دولار، ومنحة مالية بقيمة 100 مليون دولار في ديسمبر 2022.
كما وقعت الجارتين المغاربيتن، في ديسمبر 2021 على 27 اتفاقية، كان للإقتصاد الحض الأوفر منها، أين مست التوقيع على اتفاقيات في مجال الطاقة والصناعات المتوسطة والصغيرة والناشئة والصناعات الدوائية والتأهيل المهني والصيد البحري والإعلام والثقافة.
دعم جزائري للسياحة التونسية وفتح الحدود
وكون ان السياحة تعد شرايين الإقتصاد التونسي، فقد ساهم السياح الجزائريين في إنقاد عدو مواسم سياحية تونسية إثر أزمات سياسية وأمنية داخلية، كما أن تونس التي تحدها 6 ألاف كيلومتر مع الجزائر، تُعد وجهة أساسية للسياحة الجزائرية للخارج.
وتشير أرقام الديوان الوطني للسياحة التونسية، أن السوق الجزائرية حققت رقما قياسيا لأول مرة عام 2023، تجاوزت بمفردها أكثر من 3 ملايين سائح إلى تونس من بين قرابة 9.3 ملايين سائح".
ويصف متابعون العلاقة الاقتصادية التونسية الجزائرية بكونها " علاقة أحادية الجانب" على أساس أن تونس لها عجز طاقي في الغاز والكهرباء الذي تحتاجه من الجزائر.
وتعتبر العلاقات التونسية الجزائرية، أحد أنجح تجارب التعاون بين دول الجوار، من خلال التعاون الإقتصادي وفتح المعابر الحدودية في وجه المبادلات والنشاط التجاري والسياحي، حيث كانت تونس أول دولة توقع معاهدة الأخوة والوفاق مع الجزائر، عام 1983 وارتبطت الجزائر بالمئات من الشراكات الاقتصادية مع تونس، على رأسها التعاون مع شركة "سونطراك" من خط أنابيب الغاز الذي يربط الجزائر بأوروبا مروراً عبر تونس نحو إيطاليا.
كما أسس البلدين لديوان تسيير المعابر الحدودية ، على إثر توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بتاريخ 8 جانفي 2013، أين تجتمع لجان ديوان الحدود بصفة دوريةـ في لقاءات يشارك فيها ولاة الولايات الحدودية بين الجزائر وتونس.
وفي شهر أفريل من العام الماضي، وقعت كل من الجزائر وتونس وليبيا، على أول اتفاقية ثلاثية لإنشاء "آلية تشاور حول إدارة المياه الجوفية المشتركة بالصحراء الشمالية"، يكون مقرها بالجزائر.
س.ب