تهاني إلى معتقلي الرأي، و الصامدين ، وإلى بقية العالم
إحسان القاضي
أنا حر، وبحسب آخر الفحوصات، بصحة جيدة. أتمنى لكم نفس المصير في أسرع وقت ممكن، خاصة وأن صفحة عام 2024 قد طويت. بطبيعة الحال أتوجه بالتهاني الأولى للعام الجديد إليكم، انتم معتقلي الرأي، الذين يمثلون العلامة السياسية للجزائر الجديدة. أريد أن أقول لكل واحد منكم، إن اعتقالنا، رغم قسوته وظلمه، ليس عبثًا. يمكنني أن أشهد على ذلك كل يوم منذ شهرين. فلا تزال صرخة أولئك الجزائريين القابعين خارج الأسوار، التواقين الى الحرية ودولة القانون ، تتردد. و سيقولون لكم عندما تعودون إليهم: شكرًا على تفانيكم وشجاعتكم، لقد جسدتم آمالنا.
وأقدم تهاني للعام الجديد ، ثانيا إلى أولئك الصامدين ، من هنا وهناك، حيث أتمنى لهم قوة المثابرة وسعادة للانتصارات الأولى. كما كان الحال بالأمس في دمشق في مواجهة الديكتاتورية، وغدًا في فلسطين في مواجهة مرتكبي الإبادة الجماعية وأصدقائهم. يهمس إلينا المقاومون من جميع أنحاء العالم بأنه يجب علينا أن نواصل أحلامنا، وأننا أحيانًا ندفع ثمنها عندما تصبح العدائية عمياء، وأنه لا يوجد أي راحة في استسلامنا.
لعل عام 2025 يكون أخيرًا العام السعيد للاعتراف المثمر بالمقاومة السلمية للجزائريين منذ ست سنوات ضد قدرية الدولة الأوتوقراطية القديمة. لم يعد يُنجز أي شيء عظيم في أي مكان، في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تحت حكم الخوف والإكراه. زمن الأوتوقراطيين الذين يدّعون أنهم "مُحسنون لشعوبهم" يغرق كل عام في الفوضى اللاتاريخية. لقد حان وقت التحديث.
أمنيتي لعام 2025 هي أن يعترف جميع الجزائريين، بحكمتهم، بذلك، وقادتهم أولاً.
أخيرًا، أتمنى لنا جميعًا، كمواطنين على هذا الكوكب، أن نحافظ أكثر من أي وقت مضى في هذا العام الجديد على ما يجعلنا بشرًا: تعاطفنا، وقدرتنا على الغضب، والتضامن. هذه القيم يمكنها أن تغير كل شيء: تخفيف المعاناة غير المحتملة، إبطاء الاحتباس الحراري وتدهور بيتنا الأرض، وإطلاق سراح المعتقلين بسبب أفكارهم.
لقد استفدت من ذلك، وأنا أعلم ذلك. مقاطعة عالمية كاملة لإسرائيل هي أكبر أمنياتي لهذا العام. إنه حلمي الأكثر إنسانية لعام 2025. إيقاف الإبادة الجماعية من خلال الطرق المدنية لسلسلة التضامن العالمي، وهو أمر في متناول أيدينا.
عام سعيد ومبارك.
